تعرض الحامل للإشعاع قد يؤدي إلى استسقاء رأس الجنين
لابد من فحص المولود جيداً وإجراء الاستشارة الوراثية بعد الولادة
تعرض الحامل للإشعاع قد يؤدي إلى استسقاء رأس الجنين
قد ينتج موه الرأس أيضاً من التعرض للإشعاع أثناء الحمل
د.محمد بن حسن عدار
يسمى زيادة تجمع السوائل داخل رأس الجنين باستسقاء الرأس أو موه الرأس و ينتج عن عدة عوامل منها عيوب خلقية وراثية أو قد يكون ناتجاً عن بعض الأمراض و العدوى الفيروسية أو التعرض للإشعاع أثناء الحمل.
يمكن قياس محيط رأس الجنين منذ بداية الشهر الرابع من الحمل بواسطة الأشعة الفوق صوتية، كما يمكن قياس المخيخ و الأبطنة المخية بدقة بعد ذلك و رؤية ما إذا كانت هناك عيوب خلقية في الرأس و لكن غالباً يفضل إعادة الفحص بالأشعة والقيام بهذه القياسات مرة أخرى بعد نهاية الشهر الرابع من الحمل حيث أنه في معظم الحالات لا يمكن الحكم بسلامة الجنين و خلوه من العيوب الخلقية إلا بعد الأسبوع العشرين من الحمل. يجرى غالباً قياس قطر ما بين الجدارين لرأس الجنين و محيط الرأس وعند اكتشاف أي خلل في هذه القياسات أو الشك في زيادة السوائل داخل رأس الجنين فيجب قياس الأبطنة المخية و قطر المخيخ، و قطر الحجرة المخية الخلفية للرأس. كما يمكن رؤية الأكياس المخية المسامية (كورويد بلكسس) ابتداءً من الأسبوع العاشر من الحمل و هي تكون في معظم الأحيان طبيعية و تتواجد في الضفائر المشيمائية للمخ و قد تكون في جانب واحد أو على الجانبين من الرأس، و نادراً ما تصاحب خلل الكر وموسومات (الصبغيات) ولا ينصح بإجراء سحب السائل السلوي لتحليل الصبغيات إلا عند مصاحبتها لعيوب خلقية.
بعد الشهر الخامس
تختفي الأكياس المسامية بعد الشهر الخامس و لايصاحبها عادة أي تأثير على الجنين. يمكن رؤية الحاجز التجويفي الشفاف في منتصف مقدمة الرأس و رؤية المهاد و الحصين وهذه من العلامات التشريحية الطبيعية داخل رأس الجنين ويمكن رؤيتها بوضوح باستخدام أجهزة الأشعة الصوتية الحديثة. عند اكتشاف أي خلل في الشكل أو القياسات لهذه الأجزاء يجب فحص العمود الفقري جيداً و بقية أجزاء جسم الجنين للتأكد من عدم وجود أية عيوب أخرى مصاحبة خصوصاً للعمود الفقري و العصب الشوكي لأنه غالباً ما يصاحب موه الرأس و جود سنسنة مشقوقة (عصب شوكي مشقوق) بنسبة 80%..
يجب أيضاً قياس نسبة القرن الأمامي و الخلفي إلى نصف الجمجمة الدماغية و مقارنتها في الجداول المعدة لذلك. يعتمد تشخيص موه الرأس على نسبة البطين إلى نصف كرة الرأس و ليس على كون الرأس كبيراً على الرغم من أنة يمكن أن يكون حجم الرأس كبيراً في حالات موه الرأس ولكن بعد تقدم الحمل و ليس منذ البداية، و لكن غالباً ما تقل نسبة طول قطر ما بين الجدارين و محيط الرأس مقارنة بقياس طول عظم الفخذ و محيط البطن في حالات السنسنة المشقوقة المصاحبة لموه الرأس.
يمكن حدوث موه الرأس بدون وجود سنسنة مشقوقة و يسمى ذلك موه الرأس المنفرد و غالباً ما يكون أكثر خطورة من الاستسقاء المصاحب للسنسنة المشقوقة كما يمكن تكرار حدوث موه الرأس المنفرد بنسبة ( 1إلى 30) ماعدا في الحالات النادرة الناتجة عن ضيق المسال المتصلة بالجنين و التي تتكرر بنسبة 1إلى 4و هذا يعني أنه يجب تكرار إجراء قياس رأس الجنين بصورة متسلسلة حتى الأسبوع 26من الحمل في حالة حدوث هذا العيب في جنين سابق.
رتق الأمعاء
قد يصاحب موه الرأس حالات رتق الأمعاء أو حالات الفتق السري الولادي كما قد يصاحب تشوهات الأطراف الناقصة و التشوهات الغدومانية المتكيسة. كما يمكن أن يصاحب داء السكري أثناء الحمل أو متلازمة داندي والكر(خلل الحفرة الخلفية للدماغ) أو الكلية المتكيسة للجنين أو حالات العنش(تعدد الأصابع) و هي متوارثة بصورة متنحية.
يجب عند ملاحظة موه الرأس تحديد مكان تجمع السوائل داخل رأس الجنين إذا كانت خلفية حيث في هذه الحالة غالباً ما تكون ناتجة عن خلل الأنبوب العصبي و مصاحبة للسنسنة المشقوقة أو القيلة السحائية أو متلازمة داندي والكر(توسع البطين المخي الرابع و تضخم الصهريج الكبير) كما يمكن ملاحظة تثلم الهامة (شكل الليمونة أو الفراولة للرأس).
يحدث في النادر عيب الدماغ المقدم الناتج عن خلل الالتحام الوسطي للمخ و ينتج عن ذلك رؤية بطين مخي واحد وسطي بالأشعة الصوتية و قد يصاحب ذلك وجود عين واحدة ويعرف بمتلازمة سيكلوب، وقد يصاحب الدماغ المقدم خلل صبغي للجنين و يعتبر هذا من العيوب الخلقية المميتة.
التعرض للإشعاع
قد ينتج موه الرأس أيضاً من التعرض للإشعاع أثناء الحمل حيث تتضخم الأبطنة المخية و يصاحبه تشنجات بعد الولادة. قد تكون في بعض الأحيان الأبطنة المخية طبيعية ولكن يمكن رؤية كيس وحيد داخل الرأس وفي هذه الحالة يجب فحص الكيس بواسطة موجات الدوبلر و عند وجود جريان دم داخل الكيس فانه يدل على توسع وريد قالن . أم الدم الوريدي قالن الذي قد يصاحبه هبوط حاد في الدورة الدموية للجنين و استسقاء. أما في حالة عدم وجود جريان دموي داخل الكيس فيكون عادة مصاحباً لانسداد الشريان السباتي للجنين. وعموماً عند رؤية زيادة السوائل داخل رأس الجنين يجب القيام بقياس نسبة هذه السوائل إلى المخ لأنه غالباً عند زيادة نسبة السوائل يتم الضغط على المخ و ضموره و يكون ذلك مميتاً أو قد يصاحبه تخلف شديد خصوصا عند كون المخ أقل من 10ملم.
سحب السائل السلوي
لايوجد أي تدخل أو أي إجراء تشخيصي آخر يمكن القيام به عند زيادة نسبة السوائل داخل رأس الجنين ماعدا سحب السائل السلوي لتحليل الصبغيات و لكن يمكن ان يكون التحليل طبيعياً حيث لا تصاحب معظم هذه العيوب خلل صبغي و يمكن تأجيل ذلك التحليل إلى ما بعد الولادة.أما بالنسبة للولادة فان تضخم رأس الجنين قد يؤدي إلى المجيء المقعدي للجنين و بالتالي قد تنتهي الولادة بعملية قيصرية كما أنه في بعض الحالات حتى عندما يكون المجيء رأسياً للجنين قد تكون هناك صعوبة في ولادة الرأس لكبر حجمه ويلجأ الأطباء في هذه الحالة إلى سحب السوائل من رأس الجنين بالإبرة لتصغير حجم الرأس و تسهيل خروجه حتى أثناء العملية القيصرية و يؤدي هذا إلى وفاة الجنين في معظم الحالات.
يجب فحص المولود جيداً بعد الولادة بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي كما يجب التأكد من عدم وجود عيوب مصاحبة كما يجب فحص الصبغيات بعد الولادة. تعتبر حالات السنسنة المشقوقة هي الأقل خطراً حيث يكون التخلف العقلي المصاحب لهل أقل شدة و قد يحتاج الأمر في بعض الحالات إلى إجراء عملية زرع أنبوب داخل رأس الجنين و توصيله إلى تجويف البطن للحد من زيادة نمو الرأس بعد الولادة.
يجب إجراء الاستشارة الوراثية بعد الولادة بعد إكمال جميع الفحوصات و تشخيص السبب المؤدي لموه الرأس وعموماً فان نسبة تكرار ما حدث قد تصل إلى 30% في الحمل القادم كما يمكن تفادي تكرار ذلك فقط وبإذن الله تعالى عند معرفة المرض أو تحديد المتلازمة التي أدت إلى موه الرأس بواسطة التشخيص الوراثي قبل الغرس.
يجب استخدام حمض الفوليك عند وجود سنسنة مشقوقة قبل الحمل بعدة أشهر و ليس فقط أثناء الحمل لتفادي تكرار هذه الحالة.