كامل سلامة الدقس
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله - تعالى - قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".
وروى الطبراني في الكبير عن أمامة: يقول الله - تبارك وتعالى - في الحديث القدسي: (ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فأكون سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، وعقله الذي يعقل به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإن استنصرني نصرته، وأحب ما تعبدني به النصح لي).
بدأ هذا الحديث القدسي بالتهديد الشديد والوعيد الصارم بأن من عادى لله ولياً فقد تعرض للهلاك ومحاربة الله له لأن من عادى من أحب الله خالف الله، ومن خالف الله عانده ومن عانده أهلكه، وهل يوجد مؤمن يدخل الإيمان قلبه يجرؤ على أن يعمل عملاً يسبب له أن يعلن الله عليه الحرب؟ وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة، فمن والى أولياء الله أكرمه الله.
والحديث على هذا يرسم في الخيال معركة تدور بين قوتين غير متعادلتين قوة العزيز الجبار في ناحية وعلى الناحية الأخرى ذلك المخلوق القزم الذي لا يكاد يُرى يقف في وجه الله معلناً الحرب عليه! فيا للهول! إن مجرد تصور مثل هذه المعركة في الخيال ليملأها هولاً ورعباً يقطع نياط القلب. كيف يخطر ببال هذا المخلوق الهزيل لأن يقف في معركة أمام ملك من ملوك الأرض؟
فإذا استحالت هذه المعركة فكيف يتجرأ على الوقوف في وجه ملك الملوك - سبحانه وتعالى-!! ألا فليطامن هؤلاء الطواغيت الذين يعتدون على عباد الله من كبريائهم وإذا دعتهم قدرتهم إلى ظلم هؤلاء فليتذكروا قدرة الله! وتأمل كيف صور الحديث هذه المعركة بألفاظ دقيقة موحية مصورة لمعناها (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)
فللصورة وجهان أولهما أن أولياء الله وأحباؤه في كنف الله وفي حمايته ونصرته، يقف الله - سبحانه - معهم ويمدهم بالنصرة والتأييد وهذا المعنى مأخوذ من قوله(من عادى لي وليا) فهؤلاء الأولياء لله تخت رايته وحمايته فقال إنهم لي وليسوا لأحد غيره - سبحانه - ومن كان الله معهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون..
فأنت تشعر بأن كلمة (ولياً) توحي إليك بمعنى الدنو والقرب من قولك ولِيَهُ يليه إذا دنا منه وقربن والوالي في اللغة هو المحب والصاحب الحليف، والجار والشريك والقريب فاختيار هذه الكلمة أدق من السحر. لأنها تصور أبدع تصوير تلك العناية الربانية والرعاية السماوية الشاملة من الله - تعالى - لأوليائه الطيبين الكرام..
فلا يمكن أن يخطر بالبال أن يدع الله - تعالى - نصرتهم وتأييدهم. لأن هذا غير جائز في حق البشر فكيف في حق البشر فكيف يجوز في حقه - سبحانه -!! وكلمة "آذنته" شديدة الجرس ثقيلة الوقع على النفس ترسم بجرسها الذي تلقيه في الأذن وبوزنها التي تلقيه في الخيال معنى الإنذار والتهديد والوعيد الشديد فمد الحرف الأول (آ) والوقوف على النون في المقطع (آذن) وما فيه ممن حبس صوت النفس، ثم حركة التاء بالضم بعد السكون بعد هذا الوقف كل ذلك يبهر النفس ويملأ القلب روعة ورهبة.
ولذلك نظير في كتاب الله حيث قال - تعالى - (فأذنوا بحرب من الله) وهذا يشير إلى استفادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لغة القرآن لفظاً ومعنى. والعبارة كلها (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) عبارة مصورة لمعناها أجمل تصوير في طريقة تركيبها وترتيب كلماتها، وتأمل جملتي الشرط والجواب.
ترى اقتران جملة الشرط بالجواب بالفاء التي توحي بسرعة نصرة الله - تعالى - لأوليائه دون إبطاء (من عادى لي ولياً- فقد آذنته بالحرب). وإذا ما تم تقرير هذه الحقيقة وترسيخها بهذا الإيقاع الحاسم من أول عبارة في الحديث يعود الرسول - عليه الصلاة والسلام - مبيناً من هم أولياء الله الذين يستحقون هذه الكرامة والمنزلة العالية والرفيعة؟
فما أجمل الإيضاح بعد الإبهام إذ أنه يبعث في النفس عنصر الإثارة والتشويق. فقد تهيأت النفس والقلب والعقل معاً لمعرفة هذه الفئة الممتازة التي استحقت النصرة والتأييد من الله - سبحانه -. فقال (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه…) وتأمل المناسبة الدقيقة بين معنى الولي الذي قلنا أنه يحمل معنى القرب (تقرب) بهذه الصيغة التي تصور المعنى أبدع تصوير فوزن الفعل (تفعل) يوحي ببذل الجهد والمكابدة والمعاناة ومجاهدة النفس ومغالبة الهوى في محاولة العبد التقرب من مولاه - عز وجل - ومن مواطن رحمته لينال المثوبة والتكريم.
فهذه العبارة (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه). تحمل حقيقة جديدة تكشف بوضوح من الذين يستحقون أن يكونوا عباد لله وأولياء محبين له يحبهم ويحبونه فأوضحت أن أداء الفرائض كما شرعها الله - سبحانه - يعد من أحب الأعمال إلى الله.
ولا يكتفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالوقوف عند هذه الحقيقة وهذه الدرجة من درجات المؤمنين الصالحين بل يترفع بهم درجة أخرى ليزدادوا قرباً من الله فقال: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها). وهذا من باب التمثيل والتصوير، وهو أسلوب ذكره القرآن الكريم كثيراً واستخدمه في الكشف عن المعاني الدقيقة والمقامات الجليلة.
والمراد من اجتهد في التقرب إلى الله - تعالى - بالفرائض ثم بالنوافل قربه إليه ورقاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان، فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة كأنه يراه كما جاء في الحديث الصحيح (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وهذا الذي يعبد الله كأنه يراه حقاً يمتلئ قلبه بمعرفة الله ومحبته وعظمته، وخوفه ومهابته وإجلاله والأنس به والشوق إليه حتى يصير هذا الذي في قلبه من المعرفة مشاهداً له بعين البصيرة.
عند ذلك لا تتحرك أعضاؤه إلا في طاعة فلا يرهف العبد سمعه، ولا يرفع صوته، ولا يحرك لسانه، إلا بالله وفيما فيه رضاه ولا يعمل بيده عملاً يغضب الله، ولا يسعى برجله إلى أمر فيه معصية الله.
وهناك رواية أخرى لهذا الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن اقترب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه الشيخان.
ومعنى هذا أن من تقرب إلى الله بطاعة قليلة جازاه بمثوبة كبيرة، وكلما ازداد العبد في الطاعة ازداد الله في ثوابه، وإن أتى بالطاعة على التأني أتاه الله بالثواب على السرعة…
ومتى أكثر العبد من الطاعات والبعد عن المخالفات أوجب ذلك حب الله. فإذا أحبه رزقه محبته، فيصير الشخص لا يرى إلا الله ولا يسمع إلا الله ولا يمشي إلا لله ولا ينطق إلا بالله، أي أن العبد متى اجتهد في الفرائض والنوافل امتلأ قلبه بمعرفة الله ومحبته وعظمته حتى يصير قلبه من المعرفة شاهداً له بعين البصيرة، ومتى وصل العبد إلى هذه الرتبة صار جديراً بأن يجيب الله دعاءه وأن يحقق له رجاءه وأن ينصره في مواطن حاجته إلى النصر.
ألا ما أروعها من صورة وما أطيبها وأسعدها من حياة يعيش فيها المؤمن في كنف الله وينعم برضاه ويفتح عليه أبواب رحمتهن ويفيض عليه محبته. وألا ما أقلها من كلفة وما أبسطها من مجاهدة إذا كانت هذه ثمرتها فالناس اليوم يكدون ويكدحون في سبيل عرض من أعراض الدنيا الزائلة ويبذلون في ذلك قصارى جهدهم! ألا إنه جهد ضائع وتجارة كاسدة ما دامت في غير الطريق الذي شرعه الله، وليست في سبيل الله.
ومن هنا فقد كان الحديث صريحاً دقيقاً حين قال: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي) فهنا إصرار من العبد الرباني على رضا مولاه بالتقرب إليه بفعل الطاعات الزائدة عما فرضه الله على سائر خلقه فهو قد أدى الفرائض على أكمل وجه، ولكنه لم يكتف بذلك لأنه يود أن يزداد قرباً من الله، وان يحظى بأكرم المنازل وأقربها عند الله، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون1!
وقد اختار الرسول عليه والصلاة والسلام الألفاظ والعبارات الدالة على هذا الإصرار والرغبة الصادقة في إخلاص العبودية والطاعة إلى الله، فقد قال: (ولا يزال) بهذا التعبير الموفق الذي يدل على الدوام والاستمرار، ثم أعقبه بكلمة (عبدي) تلك الكلمة المهذبة الرقيقة الكريمة عند الله وعند عباده (سبحان الذي أسرى بعبده) ولطف الإضافة الذي يوحي بالمودة والحنو والقرب، (عبدي) ولم يقل (ما يزال العبد) مثلاً وإلا لضاع هذا المعنى الكريم، ثم قال (يتقرب) بصيغة الفعل المضارع الدال على الاستمرار مع ما في هذا الاستمرار من استفراغ الوسع والطاقة ومجاهدة النفس وقطع علائق القلب من شهوات الدنيا وملذاتها، ووزن الكلمة يوحي بذلك فتقرب بمعنى تفعل يدل على المعنى دلالة صريحة وواضحة.
وتأمل ثمرة هذه التقرب القريبة، فأنت مازلت تتأمل ذلك الرجل القائم الصائم العابد يجاهد نفسه ويكثر من الطاعات وإذ بك تراه شخصاً آخر غير الذي كنت تعرف، فقد هذبته الطاعة، وصقلته المعرفة والصلة الطيبة بالله، فإذا به لا ينطق إلا بخير، ولا يسمع إلا الخير، ولا يفعل شيئاً إلا أن يكون في سبيل الله لتحقيق رضاه!
يا الله ما أروعها من صورة وما أبدعه من مثل وما أروع الإيمان والطاعة وإخلاص النفس لله رب العالمين إذ يتحول الإنسان من إنسانيته العادية الهابطة إلى تلك الدرجة الربانية العالية!
وحقيق على أكرم الأكرمين أن يكرم هؤلاء المحبين الذين باعوا أنفسهم وأموالهم له فقال الرسول - عليه الصلاة والسلام - مبشراً لهم (ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) فحينئذ إذا سأل العبد المؤمن الصالح ربه أعطاه ما سأل وإن استعاذ به من شيء أعاذه!! وتأمل تأكيد هذا المدد وهذا العون الإلهي لهذا العبد الرباني في قوله (لأعطينه) بتوكيد الفعل المضارع باللام ونون التوكيد، ومثله (لأعيذنه) ويا سبحان الله! فهل يحتاج الإنسان إلى مثل هذا التوكيد من مولاه، ومن أصدق من الله قيلاً؟
ومن أوفى بعهده من الله! ولكنها البلاغة النبوية العالية التي تحلق بالنفس إلى أعلى عليين! هكذا عشنا في ظلال هذا الحديث الأدبية، وروائعه الفنية، وتمتعنا بجمال التصوير والتعبير مع كل عبارة من عباراته بل مع كل كلمة من كلماته.
وإنك لتجد متعة أروع إذا نظرت إليه نظرة كلية بعد تلك النظرة الجزئية التحليلية. فتأمل كيف بدأ الحديث بأن ذكر - سبحانه - أن معاداة أوليائه محاربة له، وكيف أخذ يذكر بعد ذلك مباشرة وصف أوليائه الذين تحرم معاداتهم وتجب موالاتهم، وهم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه، كما أن أعداءه هم الذين يبتعدون منه بأعمالهم المقتضية لطردهم وإبعادهم منه.
فقسم أولياء الله المقربين إلى قسمين:
أحدهما: من تقرب إليه بأداء الفرائض.
والثاني: من تقرب إليه بعد الفرائض بالنوافل. فظهر بذلك أن من ادعى أن هناك طريقاً إلى التقرب إلى الله - تعالى - وموالاته ومحبته سوى طاعته التي شرعها على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو كاذب في دعواه.
فبعد الإجمال جاء التفصيل، وقبل الإجمال والتفصيل بدأ الحديث بمقدمة قوية حاسمة في إيقاعها مهددة لأعداء أولياءه، ثم ختم الحديث بنفس القوة والروعة التي بدأ بها من حيث قوة التعبير والحسم والتأكيد على ما جاء في المقدمة.
فقال في بداية الحديث (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) وقال في الخاتمة: (ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه). فالمقدمة من الخاتمة والخاتمة من المقدمة. كلاهما تكمل الأخرى وتوضحها وتؤكد نفس الحقيقة بطرق متنوعة.
وبين المقدمة والخاتمة رأينا تبياناً لصفات هؤلاء الكرام البررة الذين يتقربون إلى الله بفعل الطاعات ولا يكتفون بالفرائض بل يحرصون على النوافل، حتى يتولاهم الله برعايته وعنايته. وأنت ترى هذا الحديث كالحديقة الغناء إذا تأملت أشجارها شجرة شجرة راعك ما ترى، وإذا تأملتها مجتمعة ملأتك بهجة وسروراً، ودهشة وإعجاباً. ومن هنا فترى لزاماً علينا أن نتعرف على معنى التقرب من الله - سبحانه -؟.
وقال الجنيد: إن الله - تعالى - يقرب من قلوب عباده على حسب ما يرى من قرب قلوب عباده منه، فانظر ماذا يقرب قلبك! وقال العلماء: إن من أعظم ما يتقرب بع العبد إلى ربه من النوافل كثرة تلاوة القرآن، وسماعه القرآن بفهم وتدبر. ولذا روى الترمذي عن أبي أمامة مرفوعاً: (ما تقرب العبد إلى ربه بمثل ما خرج منه) يعني القرآن.
وعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن لله - تعالى - أهلين من الناس". قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: "هم أهل القرآن"، أهل الله وخاصته.
وفي الحديث: "ما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل الزهد في الدنيا، ولا تعبدني بمثل أداء ما افترضته عليه". ولاشك أن الزهد في الدنيا ينشأ عن صحة الإيمان بالله، وعن تفضيل ما عند الله على ما عند الناس، والطموح إلى دار الخلود بما فيها من نعيم مقيم، وهذا يقتضي حسن العبادة وحسن القيام بالفرائض أولاً، وما يتبعها من السنن والنوافل ثانياً.
وفي رواية أخرى لهذا الحديث الذي نحن بصدده: "ما تقرب إلي العبد بمثل أداء قرائضي، وإنه ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت رجله التي يمشي بها، ويده التي يبطش بها، ولسانه الذي ينطق به، وقلبه الذي يعقل به، إن سألني أعطيته، وإن دعاني أجبته".
ومن النوافل كثرة ذكر الله - تعالى - بحضور القلب مع النطق باللسان، ولذلك قال معاذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا رسول الله، أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله - تعالى -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن تموت ولساك رطب من ذكر الله").
ويقول الله تبارك و- تعالى - في الحديث القدسي: (يا ابن آدم، إذا ذكرتني خالياً ذكرتك خالياً، وإذا ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير من الذين تذكرني فيهم).
ويراد بالذكر هنا تمجيد الله - تعالى - وتقديسه وتسبيحه وتهليله وتكبيره، والثناء عليه بجميع محامده. وقد حث القرآن الكريم والحديث الشريف حثاً قوياً على مواصلة العبد ذكر ربه سواءً أكان منفرداً، أم مع الناس.
وقد جاء في القرآن آيات كثيرة تنوه بشأن ذكر الله، وترفع من قدر الذاكرين: (واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار). وقوله: (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية) وقوله: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
وللإمام ابن القيم عبارة جليلة في تصوير مكانة "الذكر لله" يقول فيها: "إن الذكر هو منزلة القوم الكبرى التي منها يتزودون وفيها يتجردون، وإليها دائماً يترددون، والذكر منشور الولاية الذي من أعطيه اتصل، ومن منعه عزل، وهو قوت قلوب القوم متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً، وعمارة ديارهم التي تعطلت عنها صارت بوراً".
نشر بواسطة: abdullatief التاريخ: 10.01.2011 القراءات: 1464